هدفت الدراسة الحالية لتقييم مدى وبائية الخمائر الفطرية في مجموعتين شاملتين ضمت النساء اللاتي يعانين من إفرازات مهبلية والتي قد تكون دليلا على وجود المرض، وكذلك وجود هذه الخمائر في أقدام أطفال المدارس من الفئة العمرية 15ـ 18 سنة والذين يعانون من ظهور أعراض كالتهيج الجلدي. كذلك هدفت الدراسة إلى تقييم تأثيرات بعض النباتات التي تستخدم في الطب الشعبي على نمو هذه الخمائر. كما هدفت أيضا إلى دراسة تأثير ثلاث نباتات لمعرفة مدى سميتها على خلايا الإنسان لتقدير التراكيز الممكن استخدامها للقضاء على الخمائر و الحول دون تسمم خلايا الإنسان.
تم جمع عينات الدراسة الطبية في الفترة مابين كانون الاول ـ أيار عام 2002م، حيث شملت 119 عينة جمعت من نساء يرتدن عيادة طبية خاصة في مدينة نابلس، بالإضافة إلى 463 عينة جمعت من مدارس ثانوية مختارة (3 مدارس بنين و 3 مدارس بنات). أما النباتات المستخدمة في الطب الشعبي كان عددها 18 نبات بالإضافة لدراسة تأثير سمية 3 منها على أربعة أنواع من خلايا الإنسان.
بينت النتائج ان 52.9% من النساء يعانين من الاصابة الفطرية كما لوحظ وجود اعراض عدة تتطابق مع وجود هذه الخمائر وكان أكثرها الشعور بالتحسس و الحكة (22.5 %)، متبوعة بأعراض أخرى كالألم أثناء الجماع (8.9%)، الحرقة والألم أثناء التبول(8,9%)، التهابات في الجهاز البولي (6.3%)، الرائحة السيئة للإفرازات (7.9%) وأعراض أخرى (17.5%). ظهر المرض بأعلى نسبة في الفئة العمرية 21 ـ 30 سنة، حيث كانت نسبة الاصابة لدى هذه الفئة (69.2%) ولوحظ كذلك ان فئة النساء الحوامل كانت الأكثر عرضة للاصابة بالمرض حيث كانت نسبة الإصابة لدى هذه الفئة (58.1%).
أما بالنسبة للإصابه بالخمائر الفطرية في الأقدام عند طلبة المدارس فكانت (36.3%) عند الذكور و (19.8%) لدى الإناث. وكان وجود التشققات واحمرار في الجلد بين الأصابع من اكثر الاعراض انتشارا حيث لوحظ لدى (92.3%) من الذكور و (57.1%) من الإناث. سجلت أعلى نسبه إصابة فطرية لدى الطلاب الذكور والذين يعيشون في المخيمات حيث وصلت إلى (85%) في حين كانت اعلى الاصابات عند الإناث سكان القرى حيث وصلت إلى (100%). فيما يتعلق بالأمراض الجلدية والمصاحبة للخمائر تبين ظهور علاقة واضحة حيث كانت الفطريات الاخرى هي الأكثر انتشارا (%19.
لدى الذكور بينما سجلت الاكزيما أعلى نسبه مصاحبه للخمائر لدى الإناث (9.5%) . لم يلاحظ اي علاقة واضحة ما بين استخدام المناشف المشترك والإصابة بالخمائر أو انتشارها فيما اظهر التعامل مع الحيوانات الأليفه علاقة واضحة مع الاصابة الفطرية وظهرت بنسبة (58.2%) عند الذكور وبنسبة (80.9%) عند الإناث. أما تجفيف الأقدام فلم يوضح علاقة منطقية وبالتحديد لدى الذكور حيث ادعى (57.1%) منهم عادة تجفيف الأقدام في حين كانوا مصابين بالخمائر الفطرية. أما العلاقة فكانت واضحة ومنطقية لدى الإناث حيث سجلت نسبه إصابة اكبر عند الإناث اللواتي سجلن عدم تجفيف الأقدام.
أما بالنسبة لتأثير النباتات الطبية على هذه الخمائر فقد لوحظ ان كافة المستخلصات المستخدمة اظهرت تأثيرات وبنسب متفاوتة كان أعلاها لنبات الثوم حيث وصلت فعاليته إلى (100%) مقارنه مع العقارات المستخدمة لهذا الغرض ، في حين أظهر كل من نبات السريس (3.8%)، المريمية (2.25%) والبقدونس (2.25%) فعالية عالية. أما أقل النباتات فاعلية فكانت عين الجمل، زعيتمان، خردل والزعيمة حيث سجلت جميعها فعالية بنسبه (0.35%) فقط.
فيما يتعلق بتقييم سميه بعض هذه النباتات (عين الجمل، بابونج اصفر وعشبه الدم) على خلايا الإنسان ( خلايا لب السن ، خلايا رئوية ، خلايا الكبد و خلايا سرطانية ) فاظهرت النتيجة أن المستخلصات الثلاثة كان لها تأثيرا سميا واضحا عند تركيز ≤ 500 ميكروغرام ضد الخلايا السرطانية بينما تأثيرا اكبر كان ملاحظا لكل من عشبه الدم وعين الجمل. واظهر المستخلص النباتي للبابونج الاصفر أعلى نسبة للسمية على الخلايا الرئوية بينما اظهر النباتين عشبة الدم وعين الجمل تأثيرا واضحا عند التركيز≤ 500 ميكروغرام فقط. المستخلصات الثلاثة أظهرت سميتها على خلايا الكبد على تركيز ≤ 5000 ميكروغرام مع ملاحظة أن نبات عين الجمل كان له نفس التأثير تقريبا على تركيز ≤ 500 ميكروغرام. اظهر نبات البابونج الاصفر أعلى نسبة سمية عند تركيز ≤ 5000 ميكروغرام على خلايا لب السن، بينما أظهر كل من نبات عين الجمل وعشبة الدم تأثيرا سميا مخفضا عند هذا التركيز مقارنة مع تركيز ≤ 500 ميكروغرام
النص الكامل
http://www.najah.edu/modules/graduates/graduates.php?hint=2&id=278&l=ar