منتدي التحاليل الطبية فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي التحاليل الطبية فلسطين


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الجمرة الخبيثة .. رعب لكل العصور(4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غسان
عضو مشارك
عضو مشارك
غسان


المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الجمرة الخبيثة .. رعب لكل العصور(4) Empty
مُساهمةموضوع: الجمرة الخبيثة .. رعب لكل العصور(4)   الجمرة الخبيثة .. رعب لكل العصور(4) Emptyالأربعاء مايو 14, 2008 10:45 pm

جرثومة تتحدى الصعاب :

دعنا نردد كثيراً أن جرثومة الجمرة تعد بحق من أخبث جراثيم الحرب البيولوجية Biological Warfar ، والإرهاب البيولوجى Bio Terroriesm ، على حد سواء. ذاك أن معظم العوامل البيولوجية الأخرى ، ليس بوسعها احتمال الاضطرابات الناتجة عن نثرها فى الأجواء، أو تفجيرها فوق الأهداف المبتغاة كما أن الكثير منها لا يمكنه البقاء طويلاً على قيد الحياة، بسبب التخريب الذى يصيبها بفعل أشعة الشمس المحرقة، وتأثير الأشعة فوق البنفسجية. وهكذا فإن خطرها يتراجع عادة، بعد فترة وجيزة من إطلاقها أو نثرها. ولكن أبواغ الجمرة ، تبدو على خلاف ذلك تماماً .. فنظراً لصلابتها غير العادية، تستطيع أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 140 ° م لمدة ثلاث ساعات متواصلة . وإذن ، فإن عدداً كافياً منها يبقى حياً، متحملاً انفجار قنابله، ومقاوماً تأثير أشعة الشمس، وقادراً على القيام بمهمته الموكولة على أكمل وجه .

خطر بيئى يدوم طويلاً :

بإيجاز شديد ، فإن جرثومة الجمرة إذا أطلقت فى أى مكان، فإنها تظل قابعة فيه لعشرات السنين . وهكذا تظل البيئة فى الخطر المستمر نفسه، كالذى تتعرض له من الإشعاع الذى ينتج عن هجوم نووى، وفى هذا الضوء يمكن أن نتفهم مأساة جزيرة جروينارد، القريبة من الشواطئ الاسكتلندية. وهى الجزيرة التى شهدت - فى أوائل الأربعينيات من القرن العشرين - تجارب القوات البريطانية لإنتاج واختبار قنابل الجمرة البيولوجية. فقد ظلت الجزيرة ملوثة بالجراثيم ، حتى عام 1986 ، أى بعد حوالى أربعة عقود من تجاربهم . الأمر الذى جعلها غير صالحة للسكنى طوال هذه السنين . وقد اضطر خبراء البيئة الإنجليز - فيما بعد - إلى إغراق شواطئ الجزيرة بالفورمالدهيد ومياه البحر المالحة إلى عمق ستة بوصات ، أملاً فى القضاء على جراثيم الجمرة الصامدة .

وكذلك يمكننا الآن أن نتفهم ما قاله فى عام 1981 " ركس واطسون " مدير مؤسسة الدفاع الكيميائى والبيولوجى، من أنه لو ألقى الحلفاء على برلين، أثناء الحرب العالمية الثانية، قنابل تحمل جراثيم الجمرة، لبقيت هذه المدينة ملوثة حتى الآن .

كما يمكننا أن نتفهم دوافع الخوف من السكنى بقاعدة " فورت ديتريك " الأمريكية ، على مدى عدة عقود، وهى القاعدة التى كانت مسرحاً لبحوث هجومية بالجمرة، خلال عام 1969. فقد أظهرت اختبارات الخبراء، أن القاعدة ظلت ملوثة بالجراثيم، حتى عقد التسعينيات من القرن العشرين. ثمة تقرير صدر فى عام 1993، عن رئيس الشئون العامة بالقاعدة، يقول : " لقد سعت جهودنا الرامية إلى تحويل فورت ديتريك من مؤسسة عسكرية إلى مؤسسة مدنية، إلى تطهير المبنى رقم 470، وهو مبنى مكون من سبعة طوابق، تضم أجهزة كبيرة للتخمير ومعدات خاصة باستنبات جرثومة الجمرة ، كانت تجرى عليها التجارب فى عام 1969 .. "

ويمضى التقرير قدماً : " ولقد تبين بعد مضى سنوات طويلة، أن الجراثيم ما زالت تعشش فى أنحاء كثيرة بالمبنى، فهى فى شقوق الجدران، وفى الأرضيات، وهى تنتشر هنا وهناك .. ، ويعترف التقرير بأن الخبراء حاولوا مراراً وتكراراً تطهير المبنى من الجراثيم، ولكنهم أبداً لم يكونوا متأكدين من سلامة المبنى كاملاً ، وعلى نحو مأمون !!

إنها جرثومة الجمرة . وهذا بالضبط ما ينبغى أن نعلمه عنها .. فهى تظل قابعة فى البيئة لأمد طويل. ويمكن أن ترتفع مع الهواء خلال التفجيرات الأرضية، أو بفعل حركة السيارات التى تثير الأتربة والغبار، أو حتى بفعل أقدم الناس وهم يسيرون، أو بغير ذلك من مثيرات. وعندئذٍ، لن يحتاج الأمر إلى وقت كثير ، كى تصيب الناس بضرر عظيم .

خطــر يحصـد الأرواح :

إن هجوماً بالجمرة على السكان العزل لمدينة ما ، قد يتسبب فى قتل مئات الآلاف من البشر، يموتون سريعاَ بمرض كريه مؤلم للغاية. ذاك أن مدى الجراثيم قد يصل إلى عشرين كيلو متراً خلال ساعتين . وإذن ، فلو وجه الهجوم ضد مدينة عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، تكون النتيجة الفورية : موت 160 ألف شخص، وإصابة 250 ألفاً آخرين بعاهات مستديمة .

إن الضريبة التى تفرضها جرثومة الجمرة على البشرية ، فى أى صراع تستخدم فيه أسلحة الدمار الشامل، يمكن أن تكون باهظة. بل إن هذه الجرثومة لتحتفظ عن جدارة بالرقم العالمى فى القتل : إذ أن معدل الوفاة الناتج عنها يزيد عن معدل الوفاة الناتج عن كل عوامل التهديد الاخرى مجتمعة. لقد قدر الخبراء عدد ضحايا مائة كيلو جرام من جراثيم الجمرة عند إلقائها من طائرة فى ليلة باردة، وفى ظل ظروف مناخية هادئة، بثلاثة ملايين شخص ، بينما قدروا عدد ضحايا انفجار قنبلة هيدروجينية بنحو مليوني شخص، ويبلغ الرقم المقابل عند استخدام 1000 كيلو جرام من غاز السارين القاتل، ثمانية آلاف شخص، ليس غير ( !! ) .

وبإيجاز نقول : إذا كان هجوم نووى أو كيميائى يلقى الرعب والخوف فى القلوب ، فإن مجرد التفكير فى هجوم بيولوجى بالجمرة ، ينشر كوابيس أقسى من الذعر والخوف . هذا ، لأن من شأن هذه الميكروبات أن تنمو وتتكاثر ، وتنتشر وتنشر العدوى فى كل مكان . ومن شأنها إذا ما انتشرت، أن تتضاعف ويزداد خطرها مع الوقت، بخلاف أى سلاح أخر.

على أن المثير حقاً، أن صورة من الهجوم بالجمرة تبدو غير شرسة بالمرة .. فلا مفرقعات تصم الآذان، ولا رصاصات أو ألغام ، ولا شظايا قنابل مبعثرة أو أدخنة كثيفة وغازات. ولكنها، على الرغم من ذلك، تبدو مرعبة إلى أبعد حد، وبشعة فى إيقاع خسائر بشرية بالجملة، ومفجعة فى حصد الأرواح .

والواقع أن مرضاً كئيباً على هذا النحو العاصف، لابد أن يدفع إلى البحث عن وسائل مناسبة للحماية ، ومن قبل ذلك البحث عن نظم فاعلة للتنبؤ والاستشعار .

--------------------------------------------------------------------------------

Dr.Rawad11-05-2006, 05:07 مساء
عن الحماية والاستشعار :

توجد بالفعل وسائل للحماية من هجوم بيولوجى بالجمرة، ولكنها لا تصلح إلا فى حالة توافر ظروف معينة من بينها : تحديد سلالة الميكروب بصورة دقيقة، وأن تكون هذه السلالة حساسة للطعوم (الفاكسينات) التى يأخذها الناس قبل التعرض لتأثير الميكروب . وبهذه المناسبة ، فإن اللقاح الروسى للجمرة، يعد من أفضل الوسائل لمكافحة العدوى عن طريق الاستنشاق. وهو اللقاح الذى أنتج فى عام 1980، على أثر تسرب جراثيم الجمرة من منشأة للحرب البيولوجية، فى " سفردلوفسك "Sverdlovsk ، (تسمى حالياً إيكاتر ينبرج ، وهى تبعد عن شرق موسكو بنحو 900 ميل) فى عام 1979، والذى أدى إلى أسوأ كارثة للجمرة فى العصر الحديث. فقد أصاب الوباء 79 شخصاً، مات منهم 68 فى غضون أيام. كما اضطرت السلطات الصحية، لقتل كافة الكلاب والحيوانات الضالة بالمنطقة، للحد من انتشار البكتيريا التى التصقت بأشعارها. وكذلك فرضت خطراً صحياً على اللحوم المذبوحة فى أرجاء المدينة .

ونعود فنقول إن اللقاح الروسى أثبت - فيما بعد - جدارته حتى أن القوات الأمريكية المتمركزة فى منطقة الخليج العربى، اضطرت لطلب جرعات إضافية منه، لحقن جنودها المشاركين فى الحرب .

وفضلاً عن ضرورة توافر اللقاحات، لابد كذلك من توفير مضادات الحيوية المناسبة ، والأقنعة الواقية. غير أن الأقنعة لا توفر سوى حماية محدودة، على شرط التزود بها قبيل التعرض للهجوم. وهذه إحدى مآزق الجمرة .. فالمعروف أن الجرثومة تستقر فى البيئة لزمن طويل، ومن ثم فإن مفاهيم الحماية بالأقنعة تصبح بلا معنى، فى غالب الأحوال .

وثمة مأزق آخر يشير إليه الجنرال الأمريكى " وولتر باسبى " Walter Busbee (مدير مكتب الدفاع البيولوجى المشترك)، وهو تعذر رصد سحابة مكونة من جراثيم الجمرة، لدى إطلاقها ، بحيث أن المعرضين لها لن يشعروا قط أنهم يستنشقونها .

لهذه الأسباب وغيرها، نستطيع فهم حرص الخبراء الشديد على التوصل إلى نظم متطورة لاستشعار Detection ، جرثومة الجمرة المراوغة .

وتوصلوا -بالفعل - إلى تقنية أكثر تحديداً وأضيق مجالاً، تمكن من التعرف عليها، من خلال تفاعل يجمع بين الجسم المضاد ومولد الضد (المستضد)، ويعرف هذا النظام
باسم نظام الكشف البيولوجى المتكامل (بيدز)، وهى كلمة تمثل الحروف الأولى لـ : Integrated Detection System [BIDS] Biological. وجهاز الاستشعار (بيدز) جهاز جوال، صمم لتحذير المحاربين فى الميدان، من وجود خطر جرثومى فى الأجواء ، وهو يعتمد على فكرة تعريض عينات من الهواء المشتبه فيه، إلى أجسام مضادة خاصة ببعض المواد البيولوجية (من بينها بالطبع جرثومة الجمرة). ويدل تفاعل الجسم المضاد مع العينة، على وجود جرثومته المناظرة .

إن بوسع هذا الجهاز إجراء عملية الكشف والاستشعار فى غضون ثلاثين دقيقة، ليس غير. وهذه نتيجة مدهشة للغاية. ولكن من المؤسف حقاً، أن ثمة (سيناريوهات) جديدة، بدأت تظهر فى السنوات الأخيرة، تنذر بفقدان فاعلية نظام الكشف (بيدز)، وتجعل أمل التوصل إلى نظام فاعل للاستشعار أمراً بعيد المنال .

هندسة الجمرة : المأزق الأكبر :

هناك حقائق مزعجة، تدفع نحو تدعيم وتعزيز وجوب تكريس الجهود نحو نزع السلاح البيولوجى بعامة، وسلاح الجمرة على وجه الخصوص. إذ تشير العديد من السيناريوهات إلى عدم إمكانية حماية السكان المدنيين أو العسكريين على حد سواء . فاللقاحات قد تمنع استفحال المرض الجرثومى .. هذا صحيح، لكن مثل هذا الإجراء الوقائى يبقى عديم التأثير، ما لم يجرى التعرف مسبقاً على سلالة الميكروب ، على وجه اليقين .

أضف إلى هذا، أن لقاح الجمرة لا تظهر آثاره الوقائية، إلا بعد مرور عدة أسابيع على الحقن، كما أنه لا يؤدى إلى مناعة تدوم طويلاً . وفوق ذلك ، فإن اللقاح نفسه قد يتسبب بتأثيرات جانبية مزعجة ، تؤثر على أداء آخذيه ، ومن ثم على الانتشار السريع الواجب للجنود المحاربين .

على أن المأزق الأكبر يتمثل فى هندسة جرثومة الجمرة وراثياً ، على نحو ينذر بإنتاج سلالات جديدة معدلة، تكون اللقاحات ومضادات الحيوية المعروفة، عديمة الجدوى تجاهها.

والحق أن أى تعديل وراثى يطال جرثومة الجمرة، مهما كان طفيفاً، من شأنه تضليل أجهزة الاستشعار الحالية ، التى تعتمد على تفاعل المستضد مع الجسم المضاد، أو التعتيم عليها، بحيث لا تصدر أية إشارات واضحة، ومن ثم تتلاشى فعاليتها، على نحو مقلق ومثير. وعندئذ، فإن جرثومة الجمرة سوف تنطوى على إمكانيات لا نهاية لها بالنسبة للحرب والإرهاب. ولعل هذه (السيناريوهات) الكئيبة، تدفع إلى وقفة .. إنها وقفة للتأمل وإعادة النظر .. فعالمنا الذى يبدو بحاجة، لاستمرار تقدمه ونموه، إلى علم العلماء، يبدو بحاجة أكثر وأكثر إلى بصيرة العقلاء، وإلى حكمة الحكماء !! .

--------------------------------------------------------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجمرة الخبيثة .. رعب لكل العصور(4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي التحاليل الطبية فلسطين :: التحاليل الطبية :: الاحياء الدقيقة Microbiology-
انتقل الى: